السيرة النبوية العطرة 3

بسم الله الرحمان الرحيم
أطفالي الأعزاء كيف أنتم وكيف أصبح حبكم و تعلقكم بحبيبنا صلى الله عليه و سلم
أنا متأكدة أن حبكم له صلى الله عليه و سلم يزداد يوما بعد يوم
و سيزداد عندما نكمل بقيت الأحداث التي أنتم في شوق لمعرفتها
إذا فلنكمل
لقد قلنا في المرة السابقة الظروف التي ولد فيها حبيبنا صلى الله عليه و سلم و كيف عمت الفرحة على بني هاشم
كان الحبيب صلى الله عليه وسلم بهي الطلعة منير الوجه لا يراه إنسان إلا و تعلق به و أحبه من أول نظرة
من أكثر الناس تعلقا به بعد أمه جده و عمه و مربيته أم أيمن و إسمها بركة
لقد أحبه حبا لا يوصف
و كان هناك مجموعة من المرضعات من قبلة بني سعد يأتون ألى مكة كل فترة حتى يرضعن المواليد الجدد مقابل أجر أي نقود
فأخذت كل واحدة منهن رضيعا و كن إذا عرض عليهن الحبيب عليه الصلاة و السلام يرفضن لأنه يتيم إلا إمرأة لم تجد مولود لتأخذه و كان إسمها "حليمة السعدية " فنداه عبد المطلب لأتخذ النبي عليه الصلاة و السلام و ترضعه لكنها رفضت لأنه يتيم فقالت له " يا سيد مكة أنا و زوجي بالكاد نكسب قوتنا و نطعم عيالنا حتى أن العنزة التي نملكها جف ضرعها من اللبن "
و فجأة و في آخر لحظة قبل صعودها إلى القافلة قالت إني أكره أن أعود بدون رضيع فقال لها زوجها " لماذا لتأخذيه لعله يكون لنا بركة و يجلب لنا الخير "
فقررت العودة إلى عبد المطلب و أخذه
و فعلا كان مقدم الخير و السعد عليهم
حتى أن العنزة التي يملكونها أصبح ضرعها ممتلأ باللبن
فشربوا حتى إرتووا
و كان المكان الذي يرعون فيه الغنم مكان مقفرا لا يوجد فيه العشب و لكن بمقدم سيد الخلق عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم أصبح جنة فوق الأرض
حتى أن سائر نساء القبيلة يأمرن أولادهن بأن يأخذوا الغنم ويذهبوا به حيث يذهب غنم حليمة
فقال لها زوجها الحارث " لقد أخذتي نسمة مباركة "
و كان و لداها يسميان "عبد الله " و " الشيماء "
و قد أحبا الرسول عليه الصلاة و السلام حبا شديدا
و كان عليه الصلاة و السلام يكبر بسرعة غريبة ليس كبقية الأطفال
و عندما بلغ سنة أعادته إلى و كانت أكثر الناس حرصا على بقائه قربها فقالت إلى آمنة لما لا تتركي بني معي إني أخاف عليه من وباء مكة
و في يوم جاءت الشيماء و ترتعد من الخوف فسألتها أمها عن السبب فقالت أخي محمد لقد رأته و جاءه رجلين شديدي البياض و قد شاقا صدره و إنصرافا
حدث هذا و قد تم النبي سنتين فخافت عليه سيدتنا حليمة و لكن فرحت في نفس الوقت لأن الله قد طهر صدره من كل شر و لكنها قررت أن تعيده إلى أمه و قلبها ينفطر من شدة الحزن على فراقه
و تمر الأيام حتى يصير عمر النبي 6 سنوات في يوم قررت آمنة أن تصتحب إبنها عليه الصلاة و السلام و مربيته أم أيمن إلى يثرب حتى تعرفه على قبر أبيه و أخواله
و في طريق عودتها إلى مكة أصيبت آمنة بألآم شديدة
فسقطت من شدتها و ماتت
تصوروا يا أحبابي ما شعور طفل صغير ينظر إلى أمه تموت أمام عينه "اللهم إحفظ أمهاتنا "
و ليس هذا فحسب بل هو الذي دفنها بيده بمساعدة مربيته أم أيمن
تخيلوا هذا يا أعزائي طفل يبلغ من عمره 6 سنوات يدفن أمه بيديه الصغيرتين بمساعدة مربيته
وبعد الإنتهاء من الدفن نظر إلى مربيته أم أيمن فوجد عيناها تذرفان بالدموع فأخذته في صدرها فقال لها " أنتي أمي بعد أمي "
أحبائي سنتوقف هنا اليوم و سنكمل في المرة القادمة ماذا سيفعل حبيبنا عليه الصلاة و السلام و من الذي سيرعاه بعد أن أصبح يتيما
أطفلي أوصيكم مثل كل مرة الصلاة و الصلاة على حبيبنا عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم
أحبكم كثييييرا و سأشتاق إليكم كثييييرا كثيرا

اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين.

فعلا يا أختي الحبيبة
اللهم صلي و سلم و زد و بارك على سيدنا و حبيب الرحمان سبحانه و تعالى ثم حبيب قلوبنا سيدنا و حبيبنا المصطفى عليه الصلاة و السلام و عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم و على آله و صحبه الأخيار الكرام أجمعين و سلم تسليما كثيرا

» السيرة النبوية العطرة 4
» السيرة النبوية العطرة 6
» السيرة النبوية العطرة 8